الجمعة، 10 فبراير 2017

ذكرى وفاة الزعيم الراحل " مصطفى كامل "


تحل اليوم ذكرى وفاة الزعيم الراحل " مصطفى كامل "

ولد مصطفى علي محمد كامل ، في يوم 14 أغسطس عام 1874م في قرية كتامة التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية وكان أبوه من ضباط الجيش المصري ، وعُرِف عن " مصطفى كامل " حبُّه للنضال والحرية منذ صغره وهو الأمر الذي كان مفتاح شخصيته وصاحبه طوال حياته.

 

تلقى " مصطفى كامل " تعليمه الابتدائي منتقلا بين ثلاث مدارس ، أما التعليم الثانوي فقد التحق بالمدرسة الخديوية أفضل مدارس مصر في تلك والوحيدة أيضًا ، ولم يترك مدرسة من المدارس إلا بعد صدام لم يمتلك فيه من السلاح إلا ثقته بنفسه وإيمانه بحقه.

وفي المدرسة الخديوية أسس جماعة أدبية وطنية كان يخطب من خلالها في زملائه وحصل على الثانوية وهو في السادسة عشرة من عمره ، ثم التحق بمدرسة الحقوق سنة 1891م التي كانت تعد مدرسة الكتابة والخطابة في عصره ، فأتقن اللغة الفرنسية ، والتحق بجمعيتين وطنيتين وأصبح يتنقل بين عدد من الجمعيات وهو ما أدى إلى صقل وطنيته وقدراته الخطابية.

وقد استطاع " مصطفى كامل " أن يتعرف على عدد من الشخصيات الوطنية والأدبية منهم " إسماعيل صبري " الشاعر الكبير ووكيل وزارة العدل والشاعر الكبير " خليل مطران " و " بشارة تقلا " مؤسس جريدة الأهرام الذي نشر له بعض مقالاته في جريدته اللواء.

وفي عام 1893م ترك " مصطفى كامل " مصر ليلتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية ليكمل بقية سنوات دراسته ، ثم التحق بعد عام بكلية حقوق تولوز واستطاع أن يحصل منها على شهادة الحقوق ، والف في تلك الفترة مسرحية " فتح الأندلس "

عودته الي مصر
وبعد عودته إلى مصر سطع نجمه في سماء الصحافة ، واستطاع أن يتعرف على بعض رجال وسيدات الثقافة والفكر في فرنسا ومن أبرزهم " جولييت آدم " وازدادت شهرته مع هجوم الصحافة البريطانية عليه

وفي عام 1898 م ظهر أول كتاب سياسي له بعنوان " كتاب المسألة الشرقية " وهو من الكتب الهامة في تاريخ السياسة المصرية ، وفي عام 1900م أصدر جريدة اللواء اليومية واهتم بالتعليم وجعله مقرونًا بالتربية.

كانت فرصة الزعيم " مصطفى كامل " فى فرنسا وذلك للتنديد بالاستعمال البريطاني كما كان ينشر المقالات الوطنية فى الصحف الفرنسية ودافع عن قضية بلاده بالخطب ليستنهض الهمم ويفضح الاحتلال ومساوئة
فبعث الحركة الوطنية فى داخل البلاد وأثار روح الكفاح والجهاد فى المواطنين كما استطاع أن يخرج القضية المصرية من الحيز الضيق إلى أوروبا وخاصة فرنسا وتركيا.

حادثة دنشواي
آثارت حادثة دنشواى 1906 غضب المصريين وسارع " مصطفى كامل " للتشهير بفضائح الاحتلال وظلم " اللورد كرومر " المعتمد البريطاني واعوانة ونجح مصطفى كامل فى ذلك ، فقامت إنجلترا بسحب اللورد كرومر في أبريل 1907م و عينت جرورست معتمداً بريطانياً خلفاً له في مصر.


كما هاجمت صحيفة اللواء التي أنشأها " مصطفي كامل " رئيس الوزراء المصري " بطرس باشا غالي " لموالاته للإنجليز و إصداره احكام بالإعدام و الجلد في حادثة دنشواي ، مما أهاج المصريين ضده حتي قام شاب اسمه " إبراهيم الورداني " باغتياله عام 1910م أثناء خروجه من مقر رئاسة الوزراء ، وتم القبض علي " إبراهيم الورداني " وحكم عليه بالإعدام.

أدرك الزعيم " مصطفي كامل " ضرورة تنظيم الجهود الوطنية بعد حادثة دنشواي فأنشأ نادي المدارس العليا و الحزب الوطني في ديسمبر 1907 م ، وأصدر طبعتين إنجليزية و فرنسية من جريدة اللواء للقارئ الأوروبي.

إنشاء الجامعة المصرية
أرسل " مصطفى كامل " إلى الشيخ " علي يوسف " صاحب جريدة المؤيد برسالة يدعو فيها إلى فتح باب التبرع لمشروع الجامعة المصرية ، وأعلن مبادرته إلى الاكتتاب بخمسمائة جنيه لمشروع إنشاء هذه الجامعة ، وكان هذا المبلغ كبيرًا في تلك الأيام فنشرت الجريدة رسالة الزعيم " مصطفي كامل " في عددها الصادر بتاريخ 30 سبتمبر 1906م.


وبعد نشر هذة الرسالة توالت خطابات التأييد للمشروع من جانب أعيان الدولة وسارع بعض الكبراء وأهل الرأي بالاكتتاب والتبرع ، ونشرت الجريدة قائمة بأسماء المتبرعين وكان في مقدمتهم " حسن بك جمجوم " الذي تبرع بألف جنيه ، وسعد زغلول وقاسم أمين وتبرع كل منهما بمائة جنيه.

غير أن عملية الاكتتاب لم تكن منظمة فاقترحت جريدة المؤيد على " مصطفى كامل " أن ينظم المشروع وتقوم لجنة لهذا الغرض تتولى أمره وتشرف عليه من المكتتبين في المشروع، فوافق " مصطفى كامل " علي هذه الفكرة ودعا المكتتبين للاجتماع لبحث هذا الشأن واختيار اللجنة الأساسية وانتخاب رئيس لها من كبار المصريين من ذوي الكلمة المسموعة حتى يضمن للمشروع أسباب النجاح والاستقرار ، أتمت لجنة الاكتتاب عملها ونجحت في إنشاء الجامعة المصرية يرئسها الملك فؤاد الاول.

 

الزعيم " مصطفى كامل " كان يضع في اعتباره هذفاً واحداً وهو الجلاء وعدواً واحداً وهو الاحتلال ولذلك كان على استعداد للتعاون مع كل القوى الداخلية والخارجية المعارضة للاحتلال ، أما المسائل الأخرى التي كانت العناصر الوطنية المعتدلة ، من أمثال حزب الأمة فيما بعد تضعها في الاعتبار الأول كمسألة الحياة البرلمانية وعلاقة مصر مع تركيا وغيرها فكلها مسائل يجب أن تترك حتى يتخلص المصريون من الاحتلال.

كان الزعيم " مصطفى كامل" يفضل وجود الدولة العثمانية عن الوجود البريطاني بشكل عام بالبلاد العربية حيث أن الدولة العثمانية كانت تمثل الخلافة الإسلامية وهي التي كان يرى وجوب الخضوع لها.

وفاته
توفي الزعيم " مصطفى كامل " يوم 10 فبراير 1908م عن عمر يناهز 34 عاما رغم أنه عاش 8 سنوات فقط في القرن العشرين فإن بصماته ما زالت خالدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق