تحل اليوم ذكرى رحيل الفريق " سعد الدين الشاذلي " رئيس أركان حرب القوات المسلحة اثناء حرب أكتوبر
ولد " سعد محمد الحسيني الشاذلي " يوم 1 إبريل عام 1922 م بقرية شبراتنا مركز بسيون بمحافظة الغربية ، كان والده أحد ملاك الأراضي الزراعية وقد تزوج مرتين وأنجب من الأولى تسعة أبناء ، أما الثانية " تفيدة الجوهري " وهي والدة الفريق سعد الدين الشاذلي وأخوته " مظهر - سعد - ألفت - نبيلة "
تلقى " سعد الدين الشاذلي " العلم في المدرسة الابتدائية في مدرسة بسيون ، وبعد إكماله الإبتدائية انتقل والده للعيش في القاهرة وكان عمره وقتئذ 11 سنة ، وأتم المرحلة الإعدادية والثانوية في مدارس القاهرة.
التحق بالكلية الحربية في فبراير 1939 وتخرج من الكلية الحربية في يوليو 1940 برتبة ملازم في سلاح المشاة ، وفي عام 1943 تم انتدابه للخدمة في الحرس الملكي وكان حينئذ برتبة ملازم وشارك في حرب فلسطين 1948 م
سافر وهو برتبة رائد إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1954 م في بعثة تدريبية في المظلات وهو من أول من حصل على فرقة رينجرز وهي " مدرسة المشاة الأميركية " وكان قائداً للكتيبة 75 مظلات أثناء العدوان الثلاثي عام 1956 م ، وتولى قيادة سلاح المظلات خلال الفترة من 1954 - 1959.
تلقى " سعد الدين الشاذلي " العلم في المدرسة الابتدائية في مدرسة بسيون ، وبعد إكماله الإبتدائية انتقل والده للعيش في القاهرة وكان عمره وقتئذ 11 سنة ، وأتم المرحلة الإعدادية والثانوية في مدارس القاهرة.
التحق بالكلية الحربية في فبراير 1939 وتخرج من الكلية الحربية في يوليو 1940 برتبة ملازم في سلاح المشاة ، وفي عام 1943 تم انتدابه للخدمة في الحرس الملكي وكان حينئذ برتبة ملازم وشارك في حرب فلسطين 1948 م
سافر وهو برتبة رائد إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1954 م في بعثة تدريبية في المظلات وهو من أول من حصل على فرقة رينجرز وهي " مدرسة المشاة الأميركية " وكان قائداً للكتيبة 75 مظلات أثناء العدوان الثلاثي عام 1956 م ، وتولى قيادة سلاح المظلات خلال الفترة من 1954 - 1959.
حرب 1967 " النكسة "
أظهر الفريق " سعد الدين الشاذلي " تميزًا وقدرة كبيرة على القيادة بقواته خلال نكسة 1967 ، عندما كان برتبة لواء ويقود مجموعة مقتطعة من وحدات وتشكيلات مختلفة كتيبة مشاة وكتيبة دبابات وكتيبتان من الصاعقة مجموع أفرادها حوإلى 1500 ضابط وفرد في مهمة لحراسة وسط سيناء
بعد ضرب سلاح الجو المصري وتدميره على الأرض في 5 يونيو واجتياح القوات الإسرائيلية لسيناء ، اتخذت القيادة العامة المصرية قرارها بالإنسحاب غير المنظم والذي أدى إلى إرباك القوات المصرية وانسحابها بشكل عشوائي بدون دعم جوي ، ما نتج عنه خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وانقطعت الإتصالات بين القوات المتواجدة في سيناء وبين القيادة العامة المصرية في القاهرة ما أدى إلى حدوث حالة من الفوضى بين القوات المنسحبة ، والتي تم قصفها بواسطة الطيران الإسرائيلي.
في تلك الأثناء انقطع الإتصال بين " سعد الدين الشاذلي " وقيادة الجيش في سيناء وكان عليه أن يفكر في طريقة للتصرف ، فاتخذ " الشاذلي " قرارا جريئا حيث عبر بقواته شرقًا وتخطى الحدود الدولية قبل غروب يوم 5 يونيو واتجه شرقاً فيما كانت القوات المصرية تتجهة غرباً للضفة الغربية للقناة ، وتمركز بقواته داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بحوإلى خمسة كيلومترات شرقا داخل صحراء النقب بعيد عن مسار الطيران الإسرائيلي ، وبقي " الشاذلي " في صحراء النقب لمدة يومين واتخذ موقعاً بين جبلين لحماية قواته من الطيران الإسرائيلي ، إلى أن تمكن من تحقيق اتصال بالقيادة العامة بالقاهرة التي أصدرت إليه الأوامر بالإنسحاب فورًا ، فاستجاب " الشاذلي " لتلك الأوامر حيث قام بعملية الإنسحاب ليلا وقبل غروب يوم 8 يونيو في ظروف غاية في الصعوبة
استطاع " الشاذلي " أن يقطع أراضي سيناء كاملة من الشرق إلى الشط الغربي لقناة السويس " حوإلى 200 كم " حيث كان يسير في أرض يسيطر العدو تماماُ عليها ومن دون أي دعم جوي إلى أن وصل الضفة الغربية للقناة ، وقد نجح في العودة بقواته ومعداته إلى الجيش المصري سالما ، وتفادى النيران الإسرائيلية وتكبد خسائر بنسبة 10% إلى 20%.
بعد عودة " الشاذلي " اكتسب سمعة كبيرة في صفوف الجيش المصري ، فتم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات في الفترة (1967 - 1969)
في 22 يناير 1970 قامت إسرائيل بالهجوم على جزيرة شدوان الواقعة في البحر الأحمر بالقرب من مدخل خليج السويس وعليها فنار لإرشاد السفن ورادار بحري ، وتؤمنها سرية من الصاعقة المصرية ، قامت القوات الإسرائيلية بقصف الجزيرة جويا وأعقبته بإبرار جنود من الهليكوبتر و زوارق الإنزال في محاولة لإحتلالها ، وقد صمدت فيها حامية صغيرة من الصاعقة المصرية أمام قوة نيران إسرائيلية ضخمة.
أمر اللواء " سعد الدين الشاذلي " بمهاجمة الجزيرة بمساعدة عدد من الصيادين من أبناء المحافظة ما أثمر في نقل الجنود والمعدات وسط الظلام إلى جزيرة شدوان للقيام بالهجوم على القوات الإسرائيلية واستمرت المعارك في الجزيرة 36 ساعة متواصلة ، فشلت القوات الإسرائيلية بعدها في احتلال الجزيرة وتم تحريرها في معركة شدوان.
وعندما أصبح " أنور السادات " رئيسا للجمهورية وقيامه بما يدعي ثورة التصحيح تم وقتها تعين " سعد الدين الشاذلي " رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية لكفاءته وقدرته العسكرية
عند تعيين " سعد الدين الشاذلي " رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية كان وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة وقتئذ الفريق أول " محمد صادق " الذي دخل معه في خلافات حول خطة العمليات الخاصة بتحرير سيناء.
كان الفريق أول " محمد صادق " يرى أن الجيش المصري يتعين عليه ألا يقوم بأي عملية هجومية إلا إذا وصل إلى مرحلة تفوق على العدو في المعدات والكفاءة القتإلية لجنوده ، عندها فقط يمكنه القيام بعملية هجومية تدمر القوات الإسرائيلية في سيناء وتتقدم إلى المضائق ومنها إلى غزة
وكان رد " سعد الدين الشاذلي " أن هذا الرأي لا يتماشى مع الإمكانيات الفعلية للقوات المسلحة لضعف القوات الجوية وعدم وجود دفاع جوي متحرك يحمي القوات المتقدمة.
شرع " الشاذلي " في وضع خطة هجومية وفق إمكانات القوات المسلحة تقضي بإسترداد من 10 إلى 12 كم في عمق سيناء وبنى رأيه على أنه من المهم تفصيل الإستراتيجية الحربية على إمكانياتك وطبقا لإمكانيات العدو ، إلا ان الفريق أول " محمد صادق " عارض الخطة بحجة أنها لا تحقق أي هدف سياسي أو عسكري
وفي 26 أكتوبر 1972 م أقال الرئيس الراحل " أنور السادات " الفريق أول " محمد صادق " من وزارة الحربية لإختلافه مع رؤيته لتحرير الأرض ، واقتناعه برؤية الشاذلي وعين المشير أحمد إسماعيل علي وزيراً للحربية والقائد العام للقوات المسلحة
حرب أكتوبر 1973
في يوم 6 أكتوبر 1973 م شن الجيش المصري هجوما كاسحا على القوات الإسرائيلية ، ونفذ الجيش المصري خطة المآذن العالية التي وضعها الشاذلي بنجاح غير متوقع لدرجة عدم صدور أي أوامر من القيادة العامة لأي وحدة فرعية لأن القوات كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة.
وبحلول الساعة الثانية من صباح يوم الأحد 7 أكتوبر 1973 حققت القوات المصرية نجاحا حاسما في معركة القناة ، وعبرت أصعب مانع مائى في العالم وحطمت خط بارليف في 18 ساعة وهو رقم قياسي ، وقد تم ذلك بأقل خسائر ممكنة وانتهت أسطورة خط بارليف التى كان يتغنى بها الإسرائيلين.
في 22 يناير 1970 قامت إسرائيل بالهجوم على جزيرة شدوان الواقعة في البحر الأحمر بالقرب من مدخل خليج السويس وعليها فنار لإرشاد السفن ورادار بحري ، وتؤمنها سرية من الصاعقة المصرية ، قامت القوات الإسرائيلية بقصف الجزيرة جويا وأعقبته بإبرار جنود من الهليكوبتر و زوارق الإنزال في محاولة لإحتلالها ، وقد صمدت فيها حامية صغيرة من الصاعقة المصرية أمام قوة نيران إسرائيلية ضخمة.
أمر اللواء " سعد الدين الشاذلي " بمهاجمة الجزيرة بمساعدة عدد من الصيادين من أبناء المحافظة ما أثمر في نقل الجنود والمعدات وسط الظلام إلى جزيرة شدوان للقيام بالهجوم على القوات الإسرائيلية واستمرت المعارك في الجزيرة 36 ساعة متواصلة ، فشلت القوات الإسرائيلية بعدها في احتلال الجزيرة وتم تحريرها في معركة شدوان.
وعندما أصبح " أنور السادات " رئيسا للجمهورية وقيامه بما يدعي ثورة التصحيح تم وقتها تعين " سعد الدين الشاذلي " رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية لكفاءته وقدرته العسكرية
عند تعيين " سعد الدين الشاذلي " رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية كان وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة وقتئذ الفريق أول " محمد صادق " الذي دخل معه في خلافات حول خطة العمليات الخاصة بتحرير سيناء.
كان الفريق أول " محمد صادق " يرى أن الجيش المصري يتعين عليه ألا يقوم بأي عملية هجومية إلا إذا وصل إلى مرحلة تفوق على العدو في المعدات والكفاءة القتإلية لجنوده ، عندها فقط يمكنه القيام بعملية هجومية تدمر القوات الإسرائيلية في سيناء وتتقدم إلى المضائق ومنها إلى غزة
وكان رد " سعد الدين الشاذلي " أن هذا الرأي لا يتماشى مع الإمكانيات الفعلية للقوات المسلحة لضعف القوات الجوية وعدم وجود دفاع جوي متحرك يحمي القوات المتقدمة.
شرع " الشاذلي " في وضع خطة هجومية وفق إمكانات القوات المسلحة تقضي بإسترداد من 10 إلى 12 كم في عمق سيناء وبنى رأيه على أنه من المهم تفصيل الإستراتيجية الحربية على إمكانياتك وطبقا لإمكانيات العدو ، إلا ان الفريق أول " محمد صادق " عارض الخطة بحجة أنها لا تحقق أي هدف سياسي أو عسكري
وفي 26 أكتوبر 1972 م أقال الرئيس الراحل " أنور السادات " الفريق أول " محمد صادق " من وزارة الحربية لإختلافه مع رؤيته لتحرير الأرض ، واقتناعه برؤية الشاذلي وعين المشير أحمد إسماعيل علي وزيراً للحربية والقائد العام للقوات المسلحة
حرب أكتوبر 1973
في يوم 6 أكتوبر 1973 م شن الجيش المصري هجوما كاسحا على القوات الإسرائيلية ، ونفذ الجيش المصري خطة المآذن العالية التي وضعها الشاذلي بنجاح غير متوقع لدرجة عدم صدور أي أوامر من القيادة العامة لأي وحدة فرعية لأن القوات كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة.
وبحلول الساعة الثانية من صباح يوم الأحد 7 أكتوبر 1973 حققت القوات المصرية نجاحا حاسما في معركة القناة ، وعبرت أصعب مانع مائى في العالم وحطمت خط بارليف في 18 ساعة وهو رقم قياسي ، وقد تم ذلك بأقل خسائر ممكنة وانتهت أسطورة خط بارليف التى كان يتغنى بها الإسرائيلين.

ثغرة الدفرسوار
اكتشفت طائرة استطلاع أمريكية وجود ثغرة غير محمية وبعرض 25 كيلو بين الجيش الثالث الميداني في السويس والجيش الثاني الميداني في الإسماعيلية فقام الأمريكان بإبلاغ القيادة الإسرائيلية التي وجدت فرصتها فدفعت عبر البحيرات المرة ثلاث مجموعات تمكن بعضها في ليلة 15-16 أكتوبر من اجتياز قناة السويس إلى ضفتها الغربية بين الجيشين الثاني والثالث عند منطقة الدفرسوار القريبة من البحيرات المرة ، أدى عبور هذه القوة إلى إحداث ثغرة في صفوف القوات المصرية عرفت باسم " ثغرة الدفرسوار " وتم نصب جسر طوف لعبور الدبابات والآليات المدرعة يوم 16 أكتوبر تمكن لواءان وهما لواء مدرع ولواء مظلي من العبور والتواجد إلى غرب القناة وحاولت هذه القوة احتلال مدينة الإسماعيلية فتصدت لها لواء مظلات وكتيبتان صاعقة مصرية ومنعتها من احتلال الإسماعيلية وكبدتها خسائر فادحة ولكن تمكنت القوات الاسرائيلية من احتلال المنطقة ما بين مدينتي الإسماعيلية والسويس.
في يوم 17 أكتوبر اقترح الفريق " سعد الدين الشاذلي " المناورة بالقوات وسحب الفرقتين المدرعتين 21 و4 من شرق القناة ، وباستخدام هاتين الفرقتين يتم توجيه ضربة رئيسية للواءين الإسرائيليين غرب القناة ، وفي الوقت نفسه يقوم اللواء 116 المتواجد غرب القناة بتوجيه ضربة أخرى للعدو ، بينما تقوم الفرقة 21 مدرعة المتواجدة شرق القناة بتوجيه ضربة لقوات العدو بهدف إغلاق الطريق المؤدي إلى الثغرة وليزيد من الخناق على القوات الإسرائيلية الموجودة في الغرب والقضاء عليها نهائيا علماً بأن القوات الإسرائيلية يوم 17 أكتوبر كانت لواء مدرع ولواء مظلات فقط وتوقع الفريق الشاذلي عبور لواء إسرائيلي إضافي ليلا.
لم يقبل المشير أحمد إسماعيل والرئيس أنور السادات رأى الشاذلي بدعوى أن الجنود المصريين لديهم عقدة نفسية من عملية الإنسحاب للغرب منذ نكسة 1967 وبالتإلى رفض سحب أي قوات من الشرق للغرب ، وقرر أن تتم مواجهة الثغرة بقيام القوات المدرعة المصرية في شرق سيناء بسد منافذ عودة القوات الإسرائيلية المتسللة إلى سيناء واستدعاء قوات تهاجمها من الغرب وبذلك تكون محصورة بين القوات المصرية.
وهنا وصلت الأمور بين الرئيس أنور السادات والمشير أحمد إسماعيل وبين الشاذلي إلى مرحلة الطلاق وقام الرئيس أنور السادات بإقصاء الفريق الشاذلي لفترة مؤقته خلال الحرب وعين " محمد عبد الغني الجمسي " بدلاً منه ليقوم بالتعامل مع االجزائر
بعد ذلك عمل الفريق " سعد الدين الشاذلي " سفيراً في لندن من 13 مايو 1974 إلى 1975 ثم بعد ذلك نقل إلى لشبونة عاصمة البرتغال من 1975 إلى 1978.
وبعد توقيع الرئيس أنور السادات لمعاهدة كامب ديفيد عام 1978 م انتقد الفريق " سعد الدين الشاذلي " بشدة تلك المعاهدة وعارضها علانية وهاجم الرئيس " أنور السادات " واتهمه بالديكتاتورية واتخذ القرار بترك منصبه سفيراً لدى البرتغال والذهاب إلى الجزائر كلاجئ سياسي
وفي عام 1978 أصدر الرئيس " أنور السادات " مذكراته البحث عن الذات واتهم فيها الفريق " سعد الدين الشاذلي " بالتخاذل وحمله مسؤولية التسبب بالثغرة ووصفه بأنه عاد منهاراً من الجبهة يوم 19 أكتوبر وأوصى بسحب جميع القوات في الشرق ، هذا ما دفع بالفريق الشاذلي للرد على الرئيس " أنور السادات " بنشر مذكراته " حرب أكتوبر " اتهم الفريق الشاذلي في كتابه الرئيس أنور السادات بإتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين به من العسكريين وتدخله المستمر للخطط العسكرية أثناء سير العمليات على الجبهة أدت إلى التسبب في الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي.
كما اتهم في تلك المذكرات الرئيس " أنور السادات " بالتنازل عن النصر والموافقة على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات فض الإشتباك الأولى وأنهى كتابه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس " أنور السادات " بإساءة استعمال سلطاته وهو الكتاب الذي أدى إلى محاكمته غيابيا في عهد محمد حسني مبارك عام 1983 بتهمة إفشاء أسرار عسكرية وحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة ووضعت أملاكه تحت الحراسة كما تم حرمانه من التمثيل القانونى وتجريده من حقوقه السياسية.
وفي 14 مارس 1992 م عاد الفريق " سعد الدين الشاذلي " إلى مصر بعد أن قضى 14 سنة منفياً في الجزائر ، قبض عليه فور وصوله مطار القاهرة وصودرت منه جميع الأوسمة والنياشين وأجبر على قضاء مدة الحكم عليه بالسجن الحربي التابع للجيش الثالث الميداني ، وجهت للفريق للشاذلي تهمتان :
التهمة الأولى : هي نشر كتاب بدون موافقة مسبقة عليه، واعترف الفريق الشاذلي بإرتكابها.
التهمة الثانية : هي إفشاء أسرار عسكرية في كتابه وأنكر الشاذلي صحة هذه التهمة الأخيرة بشدة بدعوى أن تلك الأسرار كانت أسرارًا حكومية وليست أسرارًا عسكرية.
وطالب الفريق الشاذلي أن تتم إعادة محاكمته وبشكل علني إلا أن طلبه قد رفض .
وفي بداية أكتوبر 1993 تم الإفراج عن الفريق " سعد الدين الشاذلي " عن طريق عفو عام وبعد خروجه عاش منعزلاً بعيدًا عن الناس.
عانى الفريق " سعد الدين الشاذلي " من النسيان المتعمد في فترة حسني مبارك حيث ظل الإعلام يروج لأحادية النصر بالضربة الجوية الأولى وكان الشاذلي ضحية من ضحايا النسيان كما حدث للجمسي والمشير محمد علي فهمي و الفريق أول فؤاد ذكري ونُزعت صورته من بانوراما حرب أكتوبر وتم إيقاف معاشه المستحق عن نجمة الشرف العسكرية وعاش العشرين عاماً الأخيرة من حياته على إيرادات قطعة أرض ورثها عن أبيه.
وفاته:
تُوفي الفريق " سعد الدين الشاذلي " يوم الخميس 10 فبراير عام 2011 م بالمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة عن عمر بلغ 89 عامًا قضاها في خدمة وطنه ، وقد جاءت وفاته اثناء ثورة يناير 2011 في مصر ، وقد شيّع في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة حضرة آلاف الضباط والجنود من أفراد القوات المسلحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق